فقط لأنك على حق

في الحقيقة , قد تكون على حق، ولكن هذا لا يعني أن الناس سوف تهتم. أو يلتفتون اليك. أو يكون لديهم رد فعل . فقط لأنك على حق، لا يعني ان احد سوف يستمع لك. يتطلب الامر اكثر من كونك على حق لكي يستمع لك الناس ويعطونك الاهتمام اللازم.

يوجد العديد من الاسباب التي تجعل الناس لاتهتم لكونك على حق.

  • اولاً : لانهم على حق ايضاً

يحكى ان ثلاث اشخاص من المكفوفيين دخلوا غرفة فيها فيل. ومن ثم تم الطلب منهم ان يكتشفوا ماذا يوجد في الغرفه. الاول كان يعتقد انه وجد جذع شجرة و الاخر يعتقد انه وجد ثعبان و الثالث يعتقد انه وجد سجادة. ثم بدأوا في النقاش وكل واحد منهم يصر على كلامه ويعتقد ان الاخرين اغبياء ولايعرفون عما يتحدثون.

يقول ستيفن كوفي  “يمكن أن يرى شخصان نفس الشيء، و يختلفان حوله، ولكن كلاهما على حق. ليست منطقية ولكنها نفسية “.

لذلك قبل ان تصر على رأيك , تأكد من وجهه نظر الطرف المقابل ثم حاول استيعابه و تفهم وجهه نظرة. وجهه النظر الخاصة بك قد تكون صحيحة ولكن من خلال نظاقك انت فقط.

يقسم كين ويلبر الامور التي تؤثر على وجه النظر الى اربع اقسام

  1. الفرد (الاحساس) : الافكار , الاحساس , الشعور , القيم و الدوافع الخاصة بالشخص
  2. الفرد (الجسم): حالة الجسم و تصرفاته.
  3. الثقافة : القيام و المفاهيم الخاصة بالمجتمع
  4. الاجتماعية : الحالة الاجتماعية ( اقتصادياً , قانونياً , تعليمياً , دينياً ….الخ )

موقفك و ايمانك المحايد لن يخرج عن نظاق حياتك و خبراتك. لذلك وانت تقرر ماهي الحقيقة تذكر ان تأخذ في الحسبان وجهه نظر الشخص الاخر.

  • ثانياً: لايرغبون في معرفة الحقيقة

يجب ان تعلم ان بعض الاشخاص لايرغب في معرفه (او الاعتراف ) بالحقيقة . لانها تتضارب مع مصالحة , او لانها مؤلمة ولايرغب الاعتراف بها. او لاي سبب كان , بعض الاشخاص لايريد ان يعترف بالواقف ويفضل ان يعيش على الوهم على ان يعيش في الواقع المر.

كما يقول علماء النفس , اول مرحلة من مراحل المصيبة هي الانكار. لذلك تجد ان الشخص ينكر الحقيقة لانه لايريد تصديقها.

معظم الناس لا يريدون الحقيقة، هم فقط يريدون ما يؤكد أن ما يؤمنون به هو الحقيقة ..” روبرت رينجر

يرفض بعض الناس الحقيقة لانها سوف تخرجه من واقع (الاوهام – المريح ) الى واقع (الصراحة – المؤلم) , لان الحقيقة تتطلب جهد وتفكير وتغيير واعادة نظر في المعتقدات والتصورات. قد تجربهم الحقيقة على النظر الى انفسهم مرة اخرى, وسوف يكتشفون اشياء لايريدون ان يكتشفونها. الحقيقة مؤلمة لانها تجبرنا على مواجهه الضغوط و المشكلات بينما الوهم يجعلنا نرتاح و نؤجل البحث عن الحلول الى مالانهاية.

«أحياناً لا يريد الناس سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون رؤية أوهامهم تتحطم» دستوفسكى.

عن سالم العنزي

كاتب في صحيفة مكة. مهتم في الإدارة وتطوير المنتجات الرقمية. كتاباتي تدور حول الانسان والإدارة و المنتج و التسويق. للتواصل عبر حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *