الثقافة المسيطرة

عندما نذكر الثقافة المسيطرة, اول مايخطر على البال هو امريكا و ثقافة المطاعم الامريكية (ماكدولاندز و برجر كنج). لكن اليوم ارغب في الكلام عن الثقافة المسيطرة داخل المنشئة نفسها. وليس من خارج المنشئة.

 يغلب على بعض الجهات و المنشاءات (سواء الخاصة او الحكومية) ثقافة داخلية معينه. يصعب التخلص منها. بل وقد تكون غير معلنه وغير معروفه للجميع. ولكن الجميع يتصرف داخل اطار هذه الثقافة ولايمكنه الخروج منها.

من الطرائف (المحزنة) في احدى الجهات الحكومية (والتي قمنا بتوريد العديد من الانظمة لها). يتم التعامل مع الشركات المحلية على انهم مغلوب على امرهم ويتم استغلالهم بدون اي رحمه. هذه الجهه شبه الحكومية لايمكن ان تقبل اي امر تغيير من الشركات المحلية. حيث يجب على الشركة المحلية ان تقوم بجميع الاعمال بالمجان. بينما تقوم نفس الجهة لاتمانع (بل وترحب) في اصدار اوامر تغيير للشركات الدولية والعالمية.

هذه الموضوع ليس في ادارة واحد او قسم واحد, بل في جميع الاقسام. وعندما تحدثت مع احد المدراء في هذه الجهه عن هذا الامر. استغرب. وكأنه يسمع به لأول مره.

واتذكر جيداً عندما انتشرت السرقات (من الموظفين) في فرع احدي اكبر الهايبرماركت في السعودية, لذلك تم تغيير الموظفين المتهمين بالسرقات. ومع ذلك استمرت السرقات من الفرع. وبعد مدة تم تغيير طاقم الفرع كامل, ولكن المشكلة ان السرقات استمرت بدون توقف. واخيراً وبعد استنفاذ جميع المحاولات , قامت الشركة المشغلة ببيع الفرع الى شركة اخرى.

الطريف في الامر ان الشركة الاخرى بدأت في ملاحظة سرقات من الفرع نفسه. وبعد تحقيق مكثف. تم اكتشاف ان المشكلة ليست في الاجراءات ولا طريقة العمل.

المشكلة ان الجميع يعتقد ان هذا الفرع سهل السرقة ولن يتم اكتشافك اذا قمت بالسرقة.  لذلك قامت الشركة المشغلة بحملة داخلية لتوعيه وتحذير الموظفين وتغييرات جذرية واجراءات قاسية , قادت اخيراً لتحسن وضع الفرع.

في كل مكان يوجد ثقافة, ووضع مسيطر. معرفتك للأمر او جهلك به , لايعني انه غير موجود.

عن سالم العنزي

كاتب في صحيفة مكة. مهتم في الإدارة وتطوير المنتجات الرقمية. كتاباتي تدور حول الانسان والإدارة و المنتج و التسويق. للتواصل عبر حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *