صانع الساعات الأعمى

قرأت مؤخراً كتاب صانع الساعات الأعمى. في المجمل الكتاب جيد، والترجمة جيدة …

مختصر الكتاب ان التطور لايمكن الا ان يكون داروينياً. يعتقد ريتشارد دوكينز ان البحث في ظاهرة تطور الانواع لايمكن ان يصل الى نتيجة الا بإستخدام نظرية داروين. وان اي طريق اخر سوف يكون مسدوداً . او ليس له نهاية.
الكتاب يتحدث عن قضية التطور واساسها الطفلرات العشوائية والانتخاب الطبيعي (غير العشوائي حسب نظر الكاتب) بالاضافة الى اتاحة الزمن الكافي للتطور (والذي يقاس بملايين السنين). ويعتقد المؤلف ان التطور بحد ذاته قادر (بدون اله) على صنع كل شي يبدو انه من صنع اله

الداروينية بإختصار تعتمد على مبدأ الانتخاب الطبيعي. حيث ان الطبيعة تنتقي العناصر الاكثر كفائه. وبالتالي فإن هذا الجيل يورث “صفاته المميزة” للجيل القادم. بينما تموت “الصفات الاقل كفائة” لعدم وجود الحاجة لها.

يعتقد دوكنز ان نظرية داروين هي النظرية الوحيدة التي يمكن من خلال تفسير اوجة معينة في الحياة .ويعتقد كذلك انه في حال اكتشاف شكل جديد للحياة في جزء اخر من هذا الكون. مهما كان شكل هذه الحياة غريب او عجيب فإنه سوف يتبين ان “الشكل الجديد” يشبة الحياة على الارض. وان هذا الشكل الجديد “غير المعروف” قد تطور بنوع من الانتخاب الطبيعي الدارويني.

الكتاب في العموم ليس ممتع ولكنه يناقش بأسلوب علمي واسئلة عميقة نظرية التطور. وعلى عكس الفكرة السائدة عن دوكنز انه سطحي وغير منطقي. حيث يقوم المؤلف بطرح رؤية ثم يستدل عليها بأدله علمية و منطقية عقلية . لذلك اعتقد ان الكتاب مهم بالنسبه للمهتمين في الاطلاع على الموضوع. قد يعاب على الكتاب كثرة الاستطراد و الشرح وضرب الامثله. ولكن قد يكون المبرر محاولة الكاتب تبسيط الكتاب بأكثر درجة ممكنة.

بغض النظر عن إقتناعك أو عدم اقتناعك بالنظرية ، إلا ان الكتاب يستحق القراءة.

بعض مما قال دوكنز

فرضية وجود شخصًا آخر يتحمل مسؤولية إعطاء معنى لحياتك هي فرضية طفوليه حسب رائية . بينما الفرضية الاكثر نضجاً هي ان حياتنا بحد ذاتها لها معنى
يعقتد دوكنز ان السؤال عن “كيفية تطور العين البشرية” يؤكد تعقيد المسئلة ولايؤكد وجود الة
ويعتقد كذلك ان الأشياء موجودة إما لأنها ظهرت مؤخرًا أو لأن لديها صفات جعلت من غير المحتمل تدميرها في الماضي
الشيء المهم أن نتذكره عن الرياضيات هو عدم الخوف
الكلمات عبيدنا ، وليست أسيادنا
كثير منا لا يفهم نظرية الكم أو نظريات أينشتاين حول النسبية ، لكن هذا لا يقودنا في حد ذاته إلى معارضة هذه النظريات! يبدو أن الداروينية ، على عكس “أينشتاين” ، تُعتبر اسهل بالنقد.

عن سالم العنزي

كاتب في صحيفة مكة. مهتم في الإدارة وتطوير المنتجات الرقمية. كتاباتي تدور حول الانسان والإدارة و المنتج و التسويق. للتواصل عبر حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *