هل القيادة تكتسب؟
هل القيادة تكتسب؟

هل القيادة تكتسب؟

القيادة هي القدرة على التأثير على الآخرين وتوجيههم نحو تحقيق أهداف مشتركة. القيادة تعتبر من المهارات الأساسية في الحياة الشخصية والمهنية، فالقائد يمكن أن يكون صديقا، أو أخا، أو زميلا، أو مديرا، أو رئيسا، أو قائدا سياسيا، أو دينيا، أو اجتماعيا. لكن هل القيادة تكتسب بالتعلم والتجربة، أم تولد بها الإنسان؟

هناك جدل كبير حول هذا الموضوع، فبعض النظريات ترى أن القيادة هي صفة طبيعية تورثها الإنسان من والديه، وأن هناك بعض الصفات الشخصية التي تجعل الإنسان قائدا مولودا، مثل الثقة بالنفس، والذكاء، والحماس، والشجاعة. وفق هذه النظرية، فإن القائد لا يحتاج إلى تعلم كيف يقود، بل يكفي أن يستخدم موهبته التي ولد بها.

بينما ترى نظريات أخرى أن القيادة هي مهارة يمكن تطويرها وتحسينها بالتعلم والتدريب والتجربة. وفق هذه النظرية، فإن الإنسان يولد بإمكانات مختلفة للقيادة، ولكنه يحتاج إلى استثمار هذه الإمكانات في بيئات مناسبة تسمح له بتطبيق مبادئ وأساليب وأدوات القيادة. كما يحتاج إلى التعلم من نجاحاته وأخطائه، والتغلب على التحديات والصعاب التي تواجهه كقائد.

في رأيي، فإن القيادة هي مزيج من المولودية والمكتسبة. فالإنسان لا يستطيع أن يصبح قائدا ناجحا إذا لم يكن لديه بعض الصفات الشخصية التي تؤهله لذلك، مثل الرؤية والطموح والإبداع. ولكن هذه الصفات لا تكفي بدون التعلم المستمر والتطور المستمر لمهارات القيادة، مثل التواصل والتفاوض وحل المشكلات. كما أن القائد يحتاج إلى التكيف مع متغيرات الوضع والزمان والمكان، وأن يكون مرنا ومبتكرا في التعامل مع المواقف المختلفة. كما يحتاج إلى التعاون مع الآخرين والاستفادة من مواردهم وخبراتهم، وأن يكون قدوة حسنة ومصدر إلهام لهم.

إذن، يمكن القول أن القيادة تكتسب بشكل جزئي، ولكن ليس بشكل كامل. فالإنسان يحتاج إلى الجينات والبيئة ليصبح قائدا. ولا يوجد قائد مثالي، بل كل قائد له نقاط قوة وضعف، ويمكنه تحسين نفسه بالتعلم من تجاربه وتجارب الآخرين. القيادة هي رحلة طويلة من البحث والتجريب والتطور.

عن سالم العنزي

كاتب في صحيفة مكة. مهتم في الإدارة وتطوير المنتجات الرقمية. كتاباتي تدور حول الانسان والإدارة و المنتج و التسويق. للتواصل عبر حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *