تويتر واحدة من أهم وأبرز شركات وسائل التواصل الاجتماعي وأكثرها تناقضا في العالم، بل من المحتمل أن تكون المنصة الأكثر نفوذا على هذا الكوكب.
أهم الشخصيات في جميع المجالات والقطاعات سواء في الإعلام أو السياسة أو التكنولوجيا أو الترفيه يستخدمون تويتر وينظرون إليه كدليل ومرشد لما هو مهم في مختلف المجالات.
ولكن كشركة تجارية باحثة عن الربح، تعتبر تويتر من أكثر الشركات ذات الأداء الضعيف في وادي السيليكون، والتي تعاني لسنوات بسبب الخلافات حول تعديل المحتوى، وكذلك شكاوى المستثمرين من أنها لا تحقق ما يكفي من العائد على الاستثمار.
في البداية وحسب تصريح إيلون ماسك نفسه، يبدو أن الربح والعامل المادي لم يكن محفزا في عملية الشراء، حيث كتب في رسالة إلى مجلس إدارة تويتر أن الهدف من عملية الشراء هو «تمكين قدرات تويتر على أن تكون منصة لحرية التعبير في جميع أنحاء العالم».
وعلى الرغم من تصريحات إيلون ماسك المعلنة حول الهدف الرئيس من عملية الشراء، إلا أنه من الجدير بالذكر أنه لم يستفد أحد من وجود تويتر أكثر من إيلون ماسك نفسه؛ فكما نجح دونالد ترمب في استخدام تويتر للتسويق لحملته الانتخابية والفوز بالرئاسة الأمريكية؛ فقد استخدمه إيلون ماسك في تسويق شركة تسلا ودعم الأسهم عندما كانت الشركة تواجه خطر الانهيار.
يقول جريج بنسنجر (عضو هيئة تحرير مجلة التايمز) «إن السبب الرئيس لسيطرة إيلون ماسك على تويتر لا يتعلق بحرية التعبير بل في السيطرة على أكبر مايكروفون في العالم».
سيكون إيلون ماسك حرا وبدون وصاية في تسويق استثماراته الخاصة.
ويبدو أن تخوف العالم من حرية التعبير «المفتوحة» وغير المقننة غير مبرر، حيث إن جاك دورسي، المؤسس المشارك لتويتر والمدير التنفيذي السابق قد أكد أكثر من مرة أن «الاعتدال والرقابة على المحتوى كانت مدمرة للغرض النبيل والمثل العليا للإنترنت المفتوح».
ولكن بسبب خضوع تويتر لقوانين الشركات العامة لم يمكنه من القيام بالتعديلات المطلوبة، ولكن بعد تحويل تويتر إلى شركة خاصة سوف يتمكن إيلون ماسك من التخلص من بعض القيود التي كانت تمنع تويتر من تطوير خدمات أو السماح ببعض الآراء التي قد تتعارض مع كون الشركة عامة ومطروحة في الأسواق المالية.
لا يتميز إيلون ماسك أنه رجل أعمال ناجح ومستثمر يحول الشركات إلى الربحية في وقت قصير فقط، بل يعتبر مستخدما نشيطا على منصة تويتر بعكس أغلب أعضاء الإدارة الحاليين، ويمكن لتويتر أن يكون أفضل بكثير تحت قيادته، فهو يستخدم تويتر بشكل يومي ويعرف تفاصيله الكاملة، مما يجعله مرشحا ممتازا لإصلاح أغلب المشاكل التي يعاني منها مستخدمي تويتر.
كمية المشاكل والتعقيدات التي يعاني منها تويتر كبيرة ومتشعبة ولا يمكن حلها إلا من خلال إدارة تملك القرار والتنفيذ بسرعة وبدون تعقيدات بيروقراطية، ومع ذلك فإن إصلاح مشاكل تويتر المتراكمة عبر السنوات أو إضافة مميزات وخدمات جديدة لن تكون بالسهولة أو السرعة التي يتوقعها البعض.
أخيرا.. قد يستطيع إيلون ماسك تحويل تويتر إلى شركة ذات ربحية عالية خلال مدة قصيرة، وهذا شأن يعنيه وحده بحكم أنه المالك الوحيد لتويتر الآن، ولكن كمية الإصلاحات والتعديلات في محتوى وخوارزميات تويتر لن تكون عملية سهلة وستحتاج الكثير من العمل على المدى الطويل.