من الذي قطع اخر شجرة ؟

يحكى ان جزيرة القيامة كانت موطنا لمجتمع مزدهر، والآلاف من الناس الذين يعيشون حياة جيدة. مع مرور الوقت و يوماً بعد اخر كان السكان يقومون بقطع الاشجار وذلك لإستخدامها فى عمل الوقود و لصناعة الأدوات و السفن وكل شيء يمكن ان يخطر في مخيلتك  .وكنتيجة حتمية تم قطع اخر شجرة …  ذهب الناس و تشتت المجتمع.

جارد دايموند قام بسرد هدة القصة في كتابه (انهيار :  كيف تختار المجتمعات أن تنجح أو تنجح)

في الحقيقة سؤالي ليس عن اخر شجرة بل عن الشجرة قبل الاخيرة. عندما قام شخص ما بقطع الشجرة قبل الاخيرة، لماذا لم يكن هناك ردة فعل من المجتمع؟ هل كانوا يخافون التحدث؟  هل كان واضح للمجتمع خطورة قطع الشجرة قبل الاخيرة او على الاقل خطورة قطع الشجرة الاخيرة ؟

لماذا لم يتكلم احد قبل قطع اخر 3 او 4 اشجار او ربما اكثرمن ذلك ؟

الثقافة هي أقوى أداة لدينا لتغيير السلوك. في عالمنا اليوم نرى اناس اخدتهم الأنانية خارج ثوابتنا و معتقداتنا , ينحرفون بمعاييرنا، ويقطعون الأشجار (الحقيقية والمجازية) التى نعتمد عليها

ماذا سنقول في المرة القادمة عندما يأتي شخص ما يحمل فأس؟

عن سالم العنزي

كاتب في صحيفة مكة. مهتم في الإدارة وتطوير المنتجات الرقمية. كتاباتي تدور حول الانسان والإدارة و المنتج و التسويق. للتواصل عبر حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *